ثورة الحراك: ثورة السيادة – الجزء الثاني – مفهوم سيادة الشعب وشروط التحقق ضمن تاريخية الظرف الراهن للحراك

تاريخية الظرف الراهن انتهينا في الجزء الأول إلى أن الحس الجماعي لحراك الشعب الجزائري -كما تمظهر من خلال شعاراته- انتقل من ردة الفعل و الانفعال، عبر قلة حيلة و رشد، نحو بدايات العودة للفاعلية التاريخية التي من شأنها التأسيس لفلسفة و ممارسة إنعتاقية جديدة أساسها سيادة الشعب و أداتها مزدوجة الحرية و الكرامة. ويبقى تحديد ماهية السيادة التي يتوق إليها...

ثورة الحراك: ثورة السيادة – الجزء الأول – تجليات ”الدافع الأول“ نحو السيادة و تطور دلالات شعاراته

ستة أسابيع من الضغط الشعبي وما زامنه من صراعات بين أقطاب نظام متناحرة ساقها الشعب لتناحر أشدّ، كانت كافية للاطاحة ببوتفليقة ونبذ بعض حاشيته. ونحن على مشارف الأسبوع الثامن، أصبح جليا اليوم لكل ذي حجر في الداخل والخارج أن حراك الشعب الجزائري حراك بناء وعي جماعي جديد لاسترداد سيادة الشعب وفعاليته في التاريخ. كما أنه من الواضح أن سقوط بوتفليقة...

أخلاق الحراك

ما إن استنشق الشعب الجزائري نفحات من حرية التعبير وارتشف رشفات من كأس السيادة وتحديد المصير حتى تجلت منه واستفحلت فيه أخلاق حميدة كثيرة ، من تضامن ورفق ونظافة واحترام لراحة مريض ، بل وحتى اخلاء السبيل لمرور سيارات الإسعاف – وهو أمر من الندرة بمكان كما يعلم كل من قاد سيارة في ازدحام. و هذه ظاهرة تحقق إلى حد...

وعي الحراك

لا يزال “غزل الوعي” يميّز مقدمات الخطابات التي يوجهها الكثيرون نحو الشعب ، سواء عند اعلان انضمامهم للحراك الشعبي المبارك أو عند تحليلهم و ابداء آرائهم حول مجريات الأحداث المتسارعة. عندما نتدحث عن مدى وعينا كشعب من جهة و عن كون تحرير الوعي الجماعي و ترقيته هو هدف لا مقدمة الحراك من جهة أخرى، أرى من الضروري التفكر في علاقة...

22 فبراير

الهتافات المعارِضة التي سمع دويها خلال مسيرات ٢٢ فيفري – و المسيرات التي تبعتها، خصوصا تلك التي قام بها الطلبة البارحة – تشير إلى وجوب رؤية و تفسير ملاعب كرة القدم على أنها “المؤسسة” الرئيسية و الوحيدة التي صمدت إلى حد ما في وجه الإفقار السياسي المصمَّم و الانسحاب القسري\التطوعي لغالبية السكان من الحياة السياسية على مدى السنين الماضية. هذا...

ظاهرة القراءة: والترقي من التلقي الثقافي إلى بدايات الفعل الحضاري – الجزء الخامس والأخير

انطلقنا من التساؤل حول دور القراءة في الفعل الحضاري، تساءلنا ماذا يمكن أن نعنيه تحديدا عندما نقول إن من شأن القراءة أن تساهم في البناء الحضاري. وللإجابة على هذا التساؤل اقترحت عليكم شبه إطار تحليلي ينطلق من تحديد بعض الميزات الجوهرية للقراءة كظاهرة إنسانية تدخل ضمن منظومة الترميز الذي يميز الإنسان عن باقي الكائنات، ثم قابلت كل ميزة من هذه...

ظاهرة القراءة: والترقي من التلقي الثقافي إلى بدايات الفعل الحضاري – الجزء الرابع

وصلنا في الجزء الفارط إلى أن توظيف القراءة لجمع وتكديس المعلومات، بالرغم مما فيه من فوائد ثقافية واجتماعية، لا يرقى بعد للفعل الحضاري لأنه يغفل الأسس والأطر التركيبية التي تبنى عليها المعرفة. وهذا يتبين لنا جليا عندما ننتقل إلى المستوى الثالث من نشاط القراءة والذي نقابله بميزتها الظاهرية الثالثة أين قلنا إن القراءة، كجزء من عملية الترميز، لا تستوعب مضمون...

ظاهرة القراءة: والترقي من التلقي الثقافي إلى بدايات الفعل الحضاري – الجزء الثالث

ننتقل إلى القسم الثاني من شبه اطارنا التحليلي الذي نحن بصدد بنائه، والذي نحوال من خلاله الإجابة عن التساؤل الذي طرحناه في مقدمة هذه السلسلة: ماذا نقصد بالتحديد عندما نقول إن القراءة من شأنها أن تساهم في بناء حضارة؟ وقد شخصنا في القسم الأول من هذا الإطار ثلاث ميزات ظاهرية للقراءة، وسنحاول في هذا القسم أن نرى ما يمكن أن...