22 فبراير
الهتافات المعارِضة التي سمع دويها خلال مسيرات ٢٢ فيفري – و المسيرات التي تبعتها، خصوصا تلك التي قام بها الطلبة البارحة – تشير إلى وجوب رؤية و تفسير ملاعب كرة القدم على أنها “المؤسسة” الرئيسية و الوحيدة التي صمدت إلى حد ما في وجه الإفقار السياسي المصمَّم و الانسحاب القسري\التطوعي لغالبية السكان من الحياة السياسية على مدى السنين الماضية. هذا من جهة. لكن ، من جهة أخرى، تلك اللغة و طريقة التعبير هي شهادة أخرى على الفشل الكامل و المطلق في تكوين و تأطير للفكر و العمل المعارِض و فساد ما يسمى بقوى المعارضة لنظام متعدد الأقطاب ، متكامل الفساد .
الاستخدام المفرط للغة الملاعب له دلالة أخرى علينا أن نعيها جيدا ؛ فالملاعلب في الجزائر كانت و لا تزال ميادين و ملاحم احترف أقطاب النظام كيفية تسييرها و استخدماها لضرب بعضها البعض. من جهتي ، هاتين الدلالتين للغة الملاعب تجعلني أتخوف من امتداد نفس التلاعب من الملاعب إلى الشارع ، مسوق تحت غطاء “وعي شعبي” سطحي إلى حد الزيف .
فشتان بين فحوى و نشوة التغيير، مشكلاتنا كانت و لازالت في إمكانيات صياغة و تجسيد البدائل الجذرية البناءة الحقيقية. تفكيك و إزالت عقلية الملاعب فدلالتيها ، فتفكيك المعارضة ومن ثمة تفكيك النظام بأقطابه ضرورة و شرط النهوض الحقيقي المرام